الاسلامـ والعولمــهـ




موقف الإسلام من العولمة:

يرى بعض المفكرين المسلمين أن العولمة الغربية الثقافية لا تمثل خطرا على مستقبل الثقافة الإسلامية؛ لأن الثقافة الإسلامية لها خصائص متميزة وثابتة؛ فهي ثقافة إنسانية وعالمية، وتتسم بالشمول -أي الإحاطة بكل جوانب الحياة المادية والروحية-، ولا تفرق بين جنس وجنس، ومقياس التفاضل عندها بين البشر هو التقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، والإسلام هو دين العالمية لا العولمة (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا)، زيادة على أن الثقافة الإسلامية ربانية المصدر، متوازنة؛ أي أنها تنظر إلى الأمور نظرة وسطية من غير إفراط ولا تفريط، وهي ثقافة تتمشى مع فطرة الإنسان وسجيته.
فالإسلام يعترض على الجوانب المظلمة والظالمة في العولمة، وعموما فإن ضرر العولمة أكبر من نفعها، وتكون العولمة في أحايين كثيرة كلها ضرر؛ لأن العولمة الإعلامية لا تستشير أحدا في برامجها الموجهة إلى العالم الإسلامي؛ فهي تدخل خلسة على الأسر عن طريق الفضائيات والإنترنت.
ومن المفكرين المحدثين من يؤيد العولمة، ويرى أنها قدر محتوم لا مفر منه، وهي في نظرهم تعني (الحرية والديموقراطية والتقدم والتكنولوجيا وثورة المعلومات عن طريق الفضائيات والإنترنت).
إن القول بحتمية العولمة ليس أمرا مسلما به؛ فللعولمة سلبيات حتى في نظر الغربيين؛ فهناك كتاب ألف باللغة الألمانية بعنوان (فخ العولمة – الاعتداء على الديموقراطية والرفاهية) ظهر سنة 1996م؛ بين الكاتب فيه أن العولمة فخ ومصيدة؛ للهيمنة على العالم، والسيطرة عليه، وتحويله إلى عالم يسوده التدهور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.. ويذهب كثير من الغربيين إلى أن العولمة ستؤدي إلى انهيار الديموقراطية، وتصدع الحضارة الغربية؛ لأن البرلمانات والمحاكم عندما تفقد سلطتها على المصارف والشركات فسيصبح حكم السوق أقوى من حكم الديموقراطية.